
تقع مدينة باندونغ المرتفعة على بعد ساعتين ونصف فقط بالسيارة جنوب شرق العاصمة جاكرتا عبر الطريق السريع، وهي الوجهة التي يختارها سكان جاكرتا لقضاء عطلة نهاية الأسبوع والعطلات الطويلة. كما أصبحت في الآونة الأخيرة منتجعاً سياحياً مفضلاً للسياح القادمين من سنغافورة وماليزيا، الذين يأتون إلى هنا بأعداد كبيرة للتسوق والاستمتاع بطبيعة المدينة والأطعمة اللذيذة. وبفضل شهرتها، برزت فيها العديد من الفنادق التي تقدم المرافق التجارية والخدمات الفاخرة أو الغرف الاقتصادية، والمطاعم التي تقدم أطباق الطعام المحلية الشهية والمأكولات الهولندية على الطراز القديم. وفي الوقت نفسه، توفر الآن بلدة ليمبانغ والمناطق الأخرى المجاورة ذات المناظر الخلابة مجموعة متنوعة من أماكن الجذب السياحية والمرافق الترفيهية لجميع أفراد العائلة.
في أيام الاستعمار الهولندي، في بداية القرن العشرين، كانت باندونغ المنتجع المفضل لمزارعي الشاي والقهوة الأثرياء الذين يملكون روافد من مزارع الشاي والقهوة. أطلق على باندونغ اسم “باريجس فان جافا” الأنيقة، التي تعني “باريس جاوة” لهذا السبب أيضاً، في وسط باندونغ لا يزال بإمكانك التعجب بمباني فن الديكو من التراث الاستعماري الهولندي، والتي تشمل مبنى مكتب المحافظ في السابق “جيدونغ ساتيه” الذي هو فندق بيداكارا هومان الحالي، و”جيدونغ ميرديكا” مكان انعقاد المؤتمر الآسيوي الأفريقي مع متحفه الملحق به. يمكنك تَذكُر أيضاً تلك الأيام من خلال بعض المطاعم التي لا تزال تقدم شرائح اللحم الهولندية الأصيلة وأرز بيتيربالين الهولندي. عشاق الطعام عليهم القيام برحلة مباشرة إلى باندونغ.
الحب والثقافة
“تم إنشاء باسوندان (الأرض السودانيسية في مقاطعة جاوة الغربية) عندما كان الله يبتسم”، هذه المقولة تعود لـ مارتنوس أنطونيوس ويسلينوس بروير، وهو عالم نفس وكاتب هولندي شهير الذي أمضى معظم حياته في باندونغ. في حين علق بيدي بايق “فنانو باندونغ موهوبين والمدينة هي أيقونة ثقافة البوب” وقال “باندونغ ليست مجرد بقعة على الخريطة بل إنها أكثر من ذلك بكثير، إنها تثير مشاعر جميلة دائمة تبقى صامتة في داخلي”. تم نقش هذين الاقتباسين مباشرة في ساحة باندونغ الكبيرة في قلب المدينة مما يوضحان السحر الذي لا يقاوم والذي يميز: باندونغ.
تعد باندونغ مدينة جامعية، تشتهر بمعهد يسمى “تيكنولوجي باندونغ “، الذي تخرج منه أول رئيس في إندونيسيا “سوكارنو” والذي ينتج باستمرار أفضل المهندسين والعلماء في البلاد حتى يومنا هذا. كما تم تطوير باندونغ أيضاً لتصبح المدينة الإبداعية، حيث يتم تشجيع جيل الألفية والطلاب على التعبير عن إبداعهم النشط في الفن والموسيقى والإبداعات الرقمية المبتكرة.
بينما، بالنسبة لأحدث صحيات الموضة ذات الأسعار المعقولة، فإن المدينة لا يعلى عليها. توجد منافذ للمصانع في حي “ديستروس” وتتوزع في شارع داغو الرئيسي (يسمى الآن جالان ر.هـ. جواندا)، وعلى طول شارع جالان رياو (المعروف رسمياً باسم جالان ري مارتاديناتا)، أو في الطريق الواصل إلى بلدة ليمبانغ في شارع جالان سيتيابودي، حيث تزدحم السيارات في الطرق وفي مواقف السيارات. ولكن إذا كنت تبحث عن المنسوجات ذات الأسعار المعقولة وتريد اعداد كبيرة منها، فيجب عليك الذهاب إلى مركز باسار بارو التجاري حيث يمكنك ممارسة مهاراتك في التفاوض والحصول على خصومات مميزة لشراء الملابس والسلع الأخرى بالجملة.
في حين أنه بالنسبة لأولئك الذين يبحثون عن مواقع فريدة لإلتقاط بعض الصور الفوتوغرافية الجميلة، فأنت في المدينة الصحيحة! لأولئك الذين يحبون الطبيعة في أفضل حالاتها يجب أن يسيروا إلى التلال الرائعة في تيبينغ كيراتون أو الذي يسمى الجرف الملكي (القصر)، أو إلى قمة تلة موكو، أو هضبة يوراد ليمبانغ، أو إلى حديقة الصخور شيتاتا. أما بالنسبة لمناطق الجذب السياحية ذات الميزات الخاصة، يمكنك زيارة بيت المزرعة في ليمبانغ حيث يمكنك اكتشاف قرية الهوبيت (الأقزام) والبيوت المبنية على الطراز الإنجليزي الفيكتوري. في دي رانش ليمبانغ توجد ميزة لإلتقاط الصور الشخصية والتي هي على طراز رعاة البقر. قم بزيارة بلدة الأرانب التي تكرس نفسها كمنطقة جذب سياحي وتقدم خلفية جميلة لصور فوتوغرافية قد تشاركها مع أصدقائك على برامج الإنستغرام واليوتيوب. عامل جذب آخر هو عالم الفن المدهش في باندونغ حيث يمكنك إلتقاط مئات الصور الفوتوغرافية الفريدة مع تأثيرات ثلاثية الأبعاد أو الوصول إلى أب سايد داون وورلد، حيث ينقلب العالم حرفياً رأساً على عقب لتلتقط صورة، والتي من المؤكد سوف تدهش أصدقائك وعائلتك. هنا ستستمر تجاربك الرائعة بالتأكيد لفترة طويلة.
من ناحية أخرى، إذا كنت ترغب في الاقتراب أكثر من السكان المحليين، فعليك بالموسيقى والرقص والثقافة، ثم زيارة “ساونغ انغلونغ أودجو” أو “منزل أودجو في أنغلونغ” الذي يجب أن لا يفوتك. أنغلونغ هي آلة موسيقية محلية تقليدية مصنوعة من الخيزران والتي تشتهر بالأوركسترا المسماة أنغلونغ، في هذا المنزل يمكنك مشاهدة أوركسترا للأطفال يقدمون موسيقى مبهجة من آلة الأنغلونغ الموسيقية والتي تقام عليها الرقصات والموسيقى السودانيسية. أيضاً قد تتعلم كيفية العزف على أنغلونغ بنفسك وتصبح جزءاً من الأوركسترا.