الجزائر : تدفق كبير للسياح على غرداية

تشهد منطقة غرداية هذه الأيام تدفقا كبيرا للسياح من الداخل الجزائري تزامنا مع عطلة نهاية. ومن شأن هذا التدفق للسياح أن يساهم في إنعاش حركية قطاع السياحة سيما تأثره بالأزمة الصحية الناجمة من تفشي جائحة كورونا وما فرضته من غلق الحدود الوطنية ، علما بأن هذا القطاع يعتبر مصدر دخل لعديد العائلات بهذه المنطقة  .

ويرى مسير منشأة فندقية بغرداية حميد بن خليفة في تصريح لـ”وأج” أن ” السياحة الداخلية تعد بمثابة متنفس للمتعاملين في السياحة بالجنوب ” ، مبرزا أهمية دور هذه السياحة في الحركية التنموية المحلية .

وأضاف ” أن هذه السوق السياحية لها أثر معوض لكونها تساعد على تدارك العجز في الزبائن الأجانب ، مما يساهم في تحسين رقم الأعمال لقطاع السياحة والصناعة التقليدية ” .

ويفسر هذا الإهتمام المتجدد بالوجهة السياحية لغرداية بأجواء السكينة والطمأنينة السائدة بهذه المنطقة المعروفة بثرائها الطبيعي وتراثها المعماري والثقافي، والذي تم تصنيف جزء كبير منه من قبل المنظمة الأممية للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) منذ 1982 تراثا عالميا، وهذا إلى جانب انتشار واحات النخيل الخضراء التي تتوفر على مرافق إقامة ومنازل تقليدية التي يفضلها السياح على وجه الخصوص، كما ذكر من جهته الطالب عدنان.

ويلجأ عديد الزومعىيهار وهروبا من ضجيج حركة المرور بمدينة غرداية في مثل هذه المناسبات إلى اختيار أماكن الإقامة السياحية ذات قيم تراثية على غرار البيوت التقليدية الواقعة ببساتن النخيل.

وتعد السياحة الواحاتية سياحة واعدة بالمنطقة ، حيث تثير بساتين النخيل الخضراء الواقعة خارج النسيج الحضري اهتمام السياح الباحثين عن الأصالة و الهدوء و تغيير الجو. وذكر من جهته عمي عيسى وهو مرشد سياحي أن ” كافة البيوت التقليدية محجوزة منذ منتصف شهر ديسمبر , حيث تتم عملية الحجز عن طريق الإنترنت بمبلغ مالي زهيد قدره 30.000 دج للشخص الواحد لإقامة لمدة أسبوعا كاملا” .

ويبحث السياح الوطنيين عادة عن البساطة و تغيير الجو و المناظر الطبيعية ، وبالتالي تشكل البيوت التقليدية في منطقة ميزاب ملاذا مفضلا لهذا النوع من عشاق السياحة الصحراوية

 

 تهيئة بساتين النخيل العائلية وتحويلها إلى مواقع استقبال وإيواء 

وبحثا عن إعطاء دفع جديد للسياحة بالمنطقة ، يقوم عديد الشباب بعدة عمليات لتهيئة بساتينهم العائلية و تحويلها إلى مواقع استقبال و إيواء بغرض الإستجابة للطلب المتزايد للسياح من الداخل الجزائري.

وأشار أحد منظمي الرحلات السياحية بغرداية أن هناك نحو عشرين موقعا ببساتين النخيل في كل من وادي ميزاب ومتليلي والمنصورة وزلفانة وسبسب ، تتسع لأكثر من 1.500 شخصا.

وذكر أحد مسيري إقامة تقليدية أن هذا التوجه الجديد للسياحة بغرداية يعتمد على البعد الثقافي و البيئي قبل أن يضيف أن السكن التقليدي يشكل أحد عوامل الجذب الرئيسية للسياح ، حيث أن تلك البيوت تعد محصنة و مبنية من الطوب وتقع على قمم صخرية و مزخرفة بأشكال متنوعة.

ويتوافد السياح سيما الشباب على المنطقة على شكل مجموعات لقضاء أوقات الراحة و الإسترخاء واكتشاف منطقة وادي ميزاب، كما أوضح بومدين لعمى رئيس مصلحة بمديرية السياحة والصناعة التقليدية بغرداية. وتشهد من جهتها المحطة الحموية زلفانة (70 كلم جنوب شرق غرداية) توافد كبيرا للسياح الوطنيين خلال نهاية السنة بحثا عن العلاج و الترفيه في هذه المنطقة التي تشتهر بواحاتها الخضراء و الكثبان الرملية.

وتزخر ولاية غرداية بعديد المؤهلات الطبيعية و الثراء الثقافي التي يمكن أن تجعل منها وجهة سياحية وبيئية رائعة. ويبذل عديد المتعاملين السياحيين بالمنطقة جهدا لضمان ديناميكية حقيقية للمشاريع العريقة بما يتماشي مع التوجهات الإستراتجية للسياحة الوطنية بما يساعد على ترقية القيم الإجتماعية و المواطنة و أيضا تطوير سياحة بيئية. وساهم هذا التدفق الكبير للزوار على غرداية في استحداث حركية للنشاط الإقتصادي المحلي سيما  الصناعة التقليدية و الحرف.

رحلة

Read Previous

تونس : إعداد برنامج متكامل للنهوض بالسياحة الصحراوية

Read Next

السعودية : الكرنفال السعودي الدولي للسيارات

التخطي إلى شريط الأدوات